القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
محاضرة في بدر بعنوان: وصايا عامة
8612 مشاهدة
على المسلم أن يعظم قدر الصلاة

فهذه بعض التوجيهات ونثق بأن الإخوة والأئمة يتعاهدون بمثل هذه التعهدات، وننصح للأئمة أن يقرءوا رسالة الإمام أحمد على جماعتهم التي هي تسمى الرسالة السنية رسالة صغيرة يمكن أنها بالقطع الصغير ثلاثون صفحة أو نحوها، وكذلك أيضا رسالة لابن القيم اسمها كتاب الصلاة هذه كتاب مستقل يعني يمكن أنه نحو مائة صفحة أو نحو ذلك ففي هذه الكتب توجيهات وتعليمات يستفيد منها الإمام ويستفيد منها المأمومون وفيها عظم قدر الصلاة وأهميتها وعظم شأنها، وكذلك أيضا ما كتبه المتقدمون ككتاب محمد بن نصر المروزي الذي يتعلق بالصلاة وفي عظم شأنها.
فبذلك نقول: على المسلم أن يعظم قدر الصلاة وأن يهتم بها حتى يثيبه الله تعالى ويقبل صلاته ويضاعفها له أضعافا كثيرة وحتى يكون عليه أثرها فإن لهذه الصلاة أثرا عظيما على المصلين دليله قول الله تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ يعني أن من آثارها أنها تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، وإذا نهته فإنها تأمره بالبر والتقوى وتأمره بالطاعة وتحثه على جميع أنواع الطاعة.
وبقراءة ما ذكر الله تعالى في القرآن من شأن الصلاة وما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- وما ذكره الأئمة والعلماء يعظم قدر الصلاة في قلب كل مسلم.
نكتفي بهذا نسأل الله أن يتقبل منا صلاتنا وصيامنا وعباداتنا، وأن يجعلها لنا قرة عين وراحة بدن وسرور قلب، وأن يعيننا على المواظبة والمحافظة عليها خاصة وعلى بقية أعمالنا عامة، وأن يتقبل منا عباداتنا، وأن يرفع لنا درجاتنا ويجزل مثوبتنا، ونسأله سبحانه أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويصلح حال المسلمين ويصلح أئمة المسلمين وقادتهم ويجعلهم هداة مهتدين يقولون بالحق وبه يعدلون، والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد .